المستشفيات تعزّز تحصيناتها في ظل تقارير تحذّر من فوضى مقبلة
مصادر نيابيّة: لا عودة إلى الوراء مجدداً والأمور ستتأزّم أكثر
أقفلت الصيدليات أبوابها في إضراب يكاد يكون الأول من نوعه لأصحاب الصيدليات ويستمر لثلاثة أيام، والسبب بكل بساطة هو فقدان الدواء، وصعوبة الاستحصال عليه من مصدره أي شركات التوزيع التي ثبُت تواطىء بعضها أمس، عندما غرق السوق بعلب الحليب للأطفال ما فوق العام، فور رفع الدعم عنه وارتفاع سعره، وما يحصل في ميدان الدواء، لا يختلف عن ذلك الذي يجري في ملعب المستلزمات الطبية، الأمر الذي يهدد بوضوح المرضى والمحتاجين إلى فحوصات.
المستشفيات تتحصّن
إن هذا الواقع جعل مشهد البوابات الحديدية يتكرر مجدداً، ولكن لدى المستشفيات هذه المرة، بعد أن كان لدى المصارف في الأشهر الماضية، مع العلم هنا بحسب ما علم “أحوال” أن المصارف عادت لنغمة إقفال ماكينات السحب بعد الدوام خوفاً من موجات غضب جديدة. ما يجري أمام المستشفيات يوحي باقتراب مرحلة جديدة من الطبابة في لبنان، إذ نادراً ما تقوم مستشفى بتشييد بوابة حديدية فاصلة بينها وبين المرضى، ولكن لا غريب في لبنان.
من كان يتوقع أن ترتفع البوابات الحديدية أمام مستشفى هو من الأبرز في بيروت، ومن كان يظن أننا نصل إلى يوم تصبح فيه المستشفيات خائفة على مصير العاملين فيها، إذ تكشف مصادر مطّلعة أن البوابات تحمل هدفاً واضحاً، وهو بكل تأكيد ليس منع المرضى من الدخول إنما حماية العاملين في المستشفى من أيام صعبة قادمة، قد لا يكون المجال فيها مفتوحاً لاستقبال المرضى.
وتضيف المصادر عبر “أحوال”: “يقول المثل “ما متت، ما شفت مين مات”؟، ونحن شاهدنا ما حصل مع المصارف، ونخشى ان يتكرر مع المستشفيات التي لم تعد قادرة على القيام بعملها بسبب الظروف الراهنة، والتي بكل تأكيد لن يتقبلها المواطن”، مشيرة إلى أن المختبرات أقفلت أبوابها او تتجه إلى الإقفال، ومرضى غسيل الكلى بانتظار الوعود للعودة إلى الحياة، والأدوية والمستلزمات الطبية غير متوافرة، والطبابة تصبح كل يوم أصعب، وبالتالي فإننا نتجه إلى انفجار في القطاع الصحي، لن تكون المستشفيات بمأمن منه.
تقارير خارجية تحذّر من الفوضى
إن خوف المستشفيات في محله، تقول مصادر نيابية، مشيرة إلى أننا دخلنا فعلياً في مرحلة رفع الدعم، ولكن دون قرار رسمي لأن أحداً لا يريد تحمل المسؤولية، وهذا أمر خطير جداً لأن رفع الدعم يتمّ دون قواعد علمية واضحة، ودون مشاريع تخفف عن كاهل المواطن، كالبطاقة التمويلية التي كانت بفترة من الفترات شرطاً مسبقاً لرفع الدعم.
وتُشير المصادر النيابية إلى أن “لا عودة إلى الوراء مجدداً، والأمور ستتأزم أكثر، والأجهزة الأمنية وُضعت بهذه الاجواء وهي تتحضر للقادم، كاشفة عن تقارير خارجية وصلت إلى الجهات المعنية في لبنان تحذّر من الفوضى المتوقعة، وتؤكد أن المطلوب منع حصولها، وما دعم الجيش اللبناني إلا خطوة في هذا السياق. وترى المصادر أن الفرنسيين يسعون ليل نهار لدعم الجيش للقيام بمهمة حفظ الأمن خلال الأشهر المقبلة، بحيث ستكون مهمته منع تطور أي تحرك في الشارع إلى فوضى، مع الحفاظ على حق التظاهر والإعتراض، معتبرة أن ما يفصل بين الفوضى والتظاهر الشرعي شعرة دقيقة قد تنقطع خلال أي أزمة مقبلة، وعدد الأزمات أكبر من أن يُحصى.